{وجعلنا الليل والنهار آيتين} علامتين تدلاَّن على قدرة خالقهما {فمحونا} طمسنا {آية الليل} نورها بما جعلنا فيها من السَّواد {وجعلنا آية النهار مبصرة} مُضيئةً يُبصر فيها {لتبتغوا فضلاً من ربكم} لتبصروا كيف تتصرَّفون في أعمالكم {ولتعلموا عدد السنين والحساب} بمحو آية اللَّيل، ولولا ذلك ما كان يُعرف اللَّيل من النَّهار، وكان لا يتبيَّن العدد. {وكل شيء} ممَّا يُحتاج إليه {فصلناه تفصيلاً} بينَّاه تبييناً لا يلتبس معه بغيره.{وكلَّ إنسان ألزمناه طائره في عنقه} كتبنا عليه ما يعمل من خيرٍ وشرٍّ {ونخرج له} ونُظهر له {يوم القيامة} صحيفة عمله منشورةً.{اقرأ كتابك} أَيْ يُقال له: اقرأ كتابك {كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} مُحاسباً يقول: كفيتَ أنت في محاسبة نفسك.{من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} ثواب اهتدائه لنفسه {ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها} على نفسه عقوبة ضلاله {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وذلك أنَّ الوليد بن المغيرة، قال: اتَّبعوني وأنا أحمل أوزاركم، فقال الله تعالى: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} أَي: لا تحمل نفسٌ ذنب غيرها {وما كنا معذبين} أحداً {حتى نبعث رسولاً} يُبيِّن له ما يجب عليه إقامةً للحجَّة.{وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} أمرناهم على لسان رسولٍ بالطَّاعة، وعنى بالمترفين: الجبَّارين والمُسلَّطين والملوك، وخصَّهم بالأمر لأنَّ غيرهم تبعٌ لهم. {ففسقوا فيها} أَيْ: تمرَّدوا في كفرهم، والفسق في الكفر: الخروج إلى أفحشه {فحقَّ عليها القول} وجب عليها العذاب {فدمرناها تدميراً} أهلكناها إهلاك استئصال.